فن الواو في تجربة عبد الستار سليم
يُعد "فن الواو" من أندر الفنون الشعرية الشعبية في التراث المصري، وقد لعب الشاعر عبد الستار سليم دورًا محوريًا في إحيائه وتوثيقه، حتى أصبح يُعرف اليوم بأنه رائد فن الواو في العصر الحديث.
5/13/20251 دقيقة قراءة


ما هو فن الواو؟
فن الواو هو شكل شعري شفهي تراثي، انتشر في جنوب مصر وبعض مناطق الصعيد، ويتميّز ببنائه على صيغة رباعية ذات طابع حكمي أو وجداني، غالبًا ما تُلقى مصحوبة بالعزف على آلة الربابة. يتميز هذا الفن بتركيز شديد للمفردات وتكثيف المعاني، مع الحفاظ على وحدة القافية والوزن.
دور عبد الستار سليم:
أعاد عبد الستار سليم الاعتبار لهذا الفن بعد أن كاد يندثر، فقام بجمعه من أفواه كبار السن والحُفاظ في صعيد مصر، وقام بتحليله وتدوينه في سلسلة من المجلدات صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة.
قدّم الشاعر أيضًا فن الواو على المسرح والإذاعة والتلفزيون من خلال برامج مثل "رباعيات من فن الواو" و*"حكاية ثورة على الربابة"*، حيث وظّف فن الواو لتناول موضوعات معاصرة مثل ثورة 25 يناير، مما جعله أول من أدخل هذا الفن إلى دائرة التناول الوطني الحديث.
كما ألّف كتابًا فريدًا بعنوان "فنون الموشح والموال والواو"، والذي يُعد أول دراسة تربط بين هذه الأشكال الشعرية الثلاثة، من حيث البناء الموسيقي، والوظيفة الثقافية، والسياق التراثي.
خاتمة:
نجح عبد الستار سليم في نقل فن الواو من مرحلة الشفاهة إلى مرحلة التوثيق العلمي، ومن الفلكلور المحلي إلى ساحات الإبداع العربي المعاصر. وبفضله، تحوّل فن الواو من "تراث منسي" إلى تراث حي نابض يُدرّس ويُحتفى به في المهرجانات والمحافل الأدبية.